البتــرا .... تستحق أكثر -- الدكتور محمد النوافله رئيس مجلس مفوضي سلطة اقليم البترا
شهدت مدينة البترا خلال العقود الثلاثة الماضية نقلة هائلة وغير مسبوقة في عالم السياحة الدولية بدءا من اعتمادها من قبل منظمة اليونسكو في منتصف الثمانينات كموقع تراث عالمي يجب بذل اقصى الجهود في حمايته وفوزها ثاني عجائب الدنيا السبع الجديدة.
فالمدينة التي كانت تستقطب عشرات الالاف من الزوار سنويا قبيل توقيع اتفاقية السلام ارتفع عدد زوارها ليلامس المليون زائر في عام اي ان النشاط البشري داخل الموقع الاثري تضاعف بشكل غير مسبوق وجعلنا في سلطة اقليم البترا نفتح الباب امام عدة جهات محلية ودولية للحفاظ على مدينتنا التي ليس لها مثيل في العالم غايتنا من ذلك تحقيق ما يعرف بالسياحة المستدامة والمحافظة على الموقع للاجيال القادمة .
لقد تزامنت الزيادة غير المسبوقه في اعداد الزوار مع ازدياد الطلب على الخدمات المقدمة للزوار من القطاعين العام والخاص اذ ان فتح الباب على مصراعيه لزيادة اعداد السياح والخدمات مع تجاهل الطاقة الاستيعابية للموقع سيؤدي حتما الى استنزاف الموقع خلال مدة وجيزة وهي مسؤولية ستحاسبنا عليها الاجيال القادمة محليا ودوليا لذا لا بد من تضافر الجهود لضمان سلامة الموقع الذي يحظى بمكانة كبيرة ومميزة في قلب كل مواطن اردني لما يعنيه من قيمة تاريخية وثقافية على ارض المملكة الاردنية الهاشمية.
وبما ان النقلة السياحية التي عاشتها البترا كانت سريعة ومفاجئة وناتجة عن احداث غير متوقعة سارعت الحكومة الاردنية الى ايلاء المدينة اهتماما كبيرا تمثل في ايجاد سلطة محلية تتمتع باستقلال مالي واداري وهي سلطة اقليم البترا التي وضعت نصب عينيها تطوير المنتج السياحي بما يضمن سلامته وتقديم وسائل الراحة للزوار والعاملين في القطاع السياحي كثاني اهم رافد لاقتصادنا الوطني.
لا يخفى على احد ان النشاط البشري المفاجئ والهائل وغير المسبوق افرز ممارسات خاطئة وسوء معاملة للحيوانات داخل الموقع الاثري وتواجد عدد كبير من الاطفال العاملين في السياحة داخل محمية البترا الاثرية كباعة متجولين ومرافقين للدواب بدلا من التحاقهم بالمدارس مما يهدد مستقبلهم اضافة الى ذلك فان هذا الوضع يؤثر بشكل سلبي على المحمية الاثرية من خلال ممارسات سلبية تؤثر بشكل مباشر على مكانة البترا كموقع تراث عالمي.
ومن هنا تبرز اهمية تكاثف الجهود من قبل جميع الاطراف ذات العلاقة من اجل رفع مستوى التوعية والتعريف بمخاطر الممارساهت السلبية وتغيير السلوكيات نحو الافضل سواء من قبل السائح او بعض مقدمي الخدمات.
لم ولن تألو سلطة اقليم البترا جهدا في معالجة السلبيات التي نجمت عن النشاط السياحي داخل الموقع حيث عمل مجلس المفوضين على اتخاذ خطوات وقرارات هامة لحماية الموقع الاثري اذ عملت على توفير عربات كهربائية صديقة للبيئة لضمان حماية الاثار والحد من المعاملة السيئة للحيوانت اضافة الى تعيين كوادر وطرح مشاريع لترميم ادراج موقعي الدير والمذبح وصيانة وترميم العديد من المواقع والواجهات الصخرية واطلاق مشروع الانذار المبكر لخطر الفيضان كأحد التحديات التي تواجه البترا والتعاون مع القوات المسلحة لاستحداث مدرسة تابعة للثقافة العسكرية لضمان التحاق الطلبة بمدارسهم بدلا من تواجدهم في البترا وما ينطوي على ذلك من اثار سلبية ولم يكن بمقدور سلطة اقليم البترا الوصول الى ما حققته من انجازات داخل وبجوار الموقع الاثري لولا الدعم الكبير الذي توليه القياد.
الشكر موصول لجميع الجهات الداعمه لمدينة البترا والحاضره بيننا الان لتبقى البترا على الدوام اعجوبة الدنيا بأسرها التي نباهي العالم بشموخها فوق الجغرافيا الاردنية